Friday, August 31, 2012

إشتباك - بقلم نزيه أبو نضال


سليمان فيا

فصل من "نميمة" سليمان فياض





حين دعاني الصديق أسامة عفيفي مشكورًا للمساهمة في هذا المنبر الثقافي المتميز (المجلة) كان أول ما واجهني سؤال عن الموضوع الذي سأتناوله، ويهمّ المتلقي المصري والعربي، وجاء الجواب سريعًا من خلال هذا المشترك، غالب هلسا، الذي قضى 33 عامًا من عمره في خضم  الحياة الثقافية والسياسية المصرية صديقًا لمبدعيها، وشريكًا في ندواتها ومعاركها الأدبية، ومساهمًا في إصدار واحدة من مجلاتها المتميزة (جاليري 68)، وعن هذه التجربة يسلط علاء الديب الضوء على أحد أهم الملامح التي ميزت الصداقات الصلبة التي أحاطت بغالب هلسا في مصر قائلًا: "حين تكونت مجموعة جاليري 68 كانت من أهم الصداقات التي صادفتها في حياتي هي صداقتي بغالب هلسا".


 كان غالب رفيقًا لمناضلي اليسار المصري، وزميلًا  لهم في المعتقلات والسجون، حيث جرى اعتقاله عام 1959، مع سيد حجاب وعبد الحكيم قاسم وآخرين، ثم اعتقاله في تشرين الأول 1966 الذي دام لمدة 6 أشهر، مع جمال الغيطاني وصبري حافظ ويحيي الطاهر عبد الله وغالي شكري وإبراهيم فتحي وعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وآخرين، بتهمة الانتماء إلى تنظيم "وحدة الشيوعيين"، ورغم أن غالب، كما أخبرني د.صبري حافظ، "لم يكن منظمًا فعلًا في الحزب فإنه أصر على عدم استنكار الحزب، وعلى مقاسمتهم نفس المصير، وقد تميز سلوكه خلال فترة الاعتقال بروح قيادية عالية وبإيثاره لزملائه، فاستحق بجدارة لقب "النبيل".
  ويقول عبد الرحمن الأبنودي: "في المعتقل كان معي الروائي جمال الغيطاني، وصلاح عيسي، والكاتب الأردني غالب هلسا الذي له فضل كبير على جيل الستينيات ولم يأخذ حقه الأدبي".

 وقد تجلَّت مصرية الأردني غالب هلسا في معظم انجازه الروائي: مكانًا وشخوصًا وحوارًا، ربما باستثناء روايتيه "ثلاثة وجوه لبغداد" و"سلطانة". 
لقد احتل غالب مكانة متميزة بأقلام العديد من كبار كتاب مصر ومواقف مبدعيها، ومن بينهم نجيب محفوظ الذي أشاد به في أكثر من حديث إذاعي، وللمصادفة أنني تعرفت على غالب في ندوة محفوظ الأسبوعية، بدايات الستينيات، في كازينو صفية حلمي، وبعدها في مقهى ريش، ثم تواصلت صداقتي مع غالب إلى ليلة وفاته في مستشفى الأسدي بدمشق، 18ديسمبر1989.

ولقد أحصيت في كتابي "غالب هلسا ومصادره الكتابية" أسماء عدد من كبار الكتاب المصريين الذين تناولوا غالب وإبداعه، وبينهم من قدم عنه أكثر من كتابة وشهادة، ومنهم (أبجدياً): إبراهيم فتحي، أحمد بهاء شعبان، إدوار الخراط، بهاء طاهر، جابر عصفور، جميل عطية إبراهيم، سعيد الكفراوي، سلوى بكر، سمير فريد، شوقي بدر، صبري حافظ، عبد المنعم تليمة، عبد الرحمن أبوعوف، عبد الرحمن الأبنودي، علاء الديب، علي الراعي، غالي شكري، فاروق شوشة، ماهر شفيق فريد، محمد البساطي، يوسف القعيد.

صبرى حافظ وغالب هلسا

كما قدمت مجلة "أدب ونقد"، في عدد حزيران (يونيو) 2008،  ملفًا خاصًا تضمن أعمال غالب هلسا بعنوان "غالب هلسا من الخماسين إلى السؤال" أعده وقدم له د. ماهر شفيق فريد.. وكانت مجلة فصول المصرية قد أصدرت في عددها الأول من المجلد الثاني عشر 1993 ملفًا خاصًا عن غالب هلسا، قدمه جابر عصفور، وأسهم فيه كل من إدوار خراط وعلاء الديب ومحمد برادة ــ المغرب ــ وعلي جعفر العلاق ــ العراق ــ ثم بالطبع صديقه اللدود سليمان فياض الذي نفرد هذه المساهمة لفصل كتابه "النميمة" عن "المغترب الأدبي" غالب هلسا
****
يحتار قارئ "كتاب النميمة" للقاص الكاتب المتنوع سليمان فياض(1) في تصنيف هذا العمل الأدبي الذي أسماه صاحبه "كتاباً"، فيما اعتبره في مقدمته قصصًا لـ "نماذج وأنماط من الناس عامة، والكاتبين خصوصًا الذين عرفتهم عن قرب خلال رحلة العمر"، وكان من بينهم الروائي والكاتب الأردني غالب هلسا.
 هذا الكتاب، كما يعترف صاحبه، قريب من تجارب أخرى سابقة مع الاختلاف في الأسلوب، مثل كتاب نعمان عاشور "مع الرواد" ومحمود تيمور "بين المطرقة والسندان" وما قدمه مكسيم جوركي في كتابه "صور أدبية".

 في واقع الحال هذا العمل الإبداعي هو مزيج من القص والشهادة والمذكرات والسيرة الغيرية، ولعله أقرب، في معظم فصوله إلى اللوحة القلمية أو كتابة البورتريه، كما عند: محمد مندور، أنور المعداوي، عادل كامل، صلاح عبد الصبور، بهاء طاهر، وبالطبع غالب هلسا الذي  لقبه بـ"المغترب الأبدي" (صفحة 22)، ثم أغفل اسمه، عندما بدأ بكتابة النميمة (صفحة 169) ليكون أكثر حرية، ولتكون الكتابة بشروط سليمان فياض، وبعيون فلاح فصيح قادم من الريف المصري (السنبلاوين) إلى القاهرة، ليدرس اللغة العربية في جامعة الأزهر.

إنه سجل توثيقي للحياة المصرية، ولجيل كامل من المثقفين والأدباء المصريين، ومع هؤلاء الكتاب غالب هلسا القادم من الجنوب الأردني، لدراسة الصحافة في الجامعة الأمريكية في القاهرة، كان ذلك عام 1955، آنذاك تواصلت العلاقة بين غالب وبين سليمان فياض، إلى أن قام نظام السادات، في أعقاب اتفاقات كامب ديفيد، بترحيل غالب، من القاهرة، إثر تنظيمه مؤتمرًا لمناهضة التطبيع، واستمر أربعة أيام، وذلك في تشرين أول (أكتوبر) من عام 1976.. ليواصل من منفاه البغدادي رحلة اغترابه إلى بيروت وعدن وسوريا.. إلى أن عاد إلى وطنه، في أواخر كانون أول (ديسمبر) من عام 1989، ولكن في كفن.
حين سئل سليمان، بعد صدور "النميمة" من يكتب عنك بورتريهًا دقيقًا؟ بمعنى: يهتم بذكر سلبياتك قبل إيجابياتك؟ أي من ينمّ عليك؟
أجاب: ليس هناك من (ينمّ علي) أفضل مني وسأكتب بورتريه نميمة عن نفسي.
 وحين سئل: ماذا ستسميه؟                             
قال: "الأبْلَهْ".

ولعل كمية الصدق في شهادات سليمان تنم عن هذه الحقيقة وعن صراحة بلا حدود، بل تفيض أحيانًا، غير أن كاتبها احتاط للأمر بالقول "ولا أنكر أن فيها قدرًا من التصورات والتحليلات والانطباعات، بل أيضًا التخيلات سعيًا إلى تحقيق قدر من الحبكة والإبداع في القص قد تتجاوز الوقائع الحقيقية.. لكنها دائمًا تسعى إلى تجسيد روح.. من عرفت".
وأضيف: وقد يلعب الزمن والروايات المتباعدة والمتناقضة، كما المشاعر الملتبسة، دورها في قلب الحقيقة كقول سليمان: "إن غالب قد غادر طرابلس لبنان إلى عدن، عبر قناة السويس".. ولكن تلك كانت سفينة ياسر عرفات التي غادرت ميناء طرابلس في 19 كانون الأول (ديسمبر) 1983، وكان غالب آنذاك، وهذا أمر هام، على صعيد الموقف السياسي والفكري الملتزم لغالب، في موقع الانتفاضة الفتحوية المضادة لعرفات بدمشق، أما رحلة غالب البحرية إلى عدن فكانت إثر سقوط بيروت، أيلول (سبتمبر) 1982.

 كما أن غالب لم ينتحر بسيانيد البوتاسيوم، كما أحب سليمان أن يصدق أو يوحي، رغم أنه أورد رواية أخرى عن موته بالجلطة، في طريقه إلى المستشفى، ولكن الحقيقة، وكنت مع غالب هناك ليلة وفاته، أنه أبلغ الطبيب بأن ما يعانيه من آلام هي مجرد أعراض متكررة لمرض القولون وليس القلب.. وهنا أخطأ الطبيب بعدم الانتباه إلى حالته القلبية.. فكان أن مات صباح اليوم التالي بالجلطة، كان ذلك في مستشفى الأسدي بدمشق، يوم 18 ديسمبر1989، مكمِّلًا دورة حياة كاملة.. فقد كان ميلاده في 18 ديسمبر1932.

مشاعر سليمان فياض المتناقضة، كما سنرى، جعلته ينفي ما سماه بـ"أكذوبة الحكم بالإعدام التي أشاعها المغترب الأبدي عن نفسه طوال سنوات إقامته في القاهرة" فيقول: "سألت صديقًا أردنيًا مسئولًا يعمل بمنصب كبير كان يزور القاهرة في صحبة وفد سياسي، في العام (1970) الذي ودع فيه عبد الناصر الحياة، عن محنة المغترب الأبدي المحكوم عليه في وطنه بالإعدام، لأنه كان يومًا يساريًا.. فضحك هذا الصديق طويلًا وضرب كفًا علي كف وقال لي: لم يحدث ذلك قط، أنا أعرف أهله من البدو كل ما واجهه فترة، وإثرها غادر الأردن باختياره، ولم يعد حتى اليوم.

وقال لي الصديق المسئول: أنا مستعد الآن أن أصحبه معي ليزور الأردن، ويبقي بها إذا شاء، ويعمل بها في منصب مرموق، مثله مثل أخيه في الأردن، وخصوصًا أنه الآن كاتب مرموق في الوطن العربي، ويعود إلي القاهرة إذا شاء في أي وقت، ومعه جواز سفر دبلوماسي، لأي مكان في العالم.. بل إنه قال لي: إنني مستعد لأصحبه وأنت معه لمقابلة الملك، وسوف تسمع الترحيب به في وطنه بأذنيك ومن الملك نفسه".
لقد أحب فياض، كما يبدو أن يصدق هذه الرواية التي أوردها (أو تخيلها) على لسان من أسماه بصديق أردني مسئول! ودون أن يذكر اسم هذا الصديق، ولا ندري لماذا؟! لكن يبدو أن الخيال القصصي لفياض قد تدخل في هذه الحوارية أكثر مما يجب، فالقول مثلًا بأن غالب كان عند وفاة عبد الناصر (1970) كاتبًا مرموقًا في الوطن العربي، بما يبرر استقباله الفائق أردنياً، وأن ينال من الملك جوازًا دبلوماسيًا، هي معلومة مضللة تمامًا.. ففي ذلك العام لم يكن غالب قد أصدر سوى مجموعة قصصية يتيمة هي "وديع والقديسة ميلاده"، 1968، ولا أدري في أي شهر من عام 1970 (زمن الحوار المذكور) صدرت روايته الأولى "الضحك".. ودون أن يصل أي من الكتابين إلى الأردن، فالرقابة آنذاك كانت تكبل الأقلام والرقاب!.

فكيف أصبح غالب آنذاك، كاتبًا عربيًا مرموقًا؟ ومتى منح كاتبُ في الأردن أيًا كانت درجة (مرموقيته)! جوازًا ملكيًا دبلوماسيًا؟!..
غالب هلسا ونزيه ابو نضال

غالب بالطبع لم يكن محكومًا عليه بالإعدام في الأردن، ولكنه بعد خروجه من سجن الجفر الصحراوي حكم عليه بالإقامة الجبرية في مادبا، عام 1953، ومن هناك هرب إلى عمان، متخفيًا، ليمارس نشاطه السري في صفوف الحزب الشيوعي الأردني، ثم تمكن من المغادرة إلى بغداد للدراسة الجامعية (1954) ولكنه طرد من هناك، بسبب نشاطه السياسي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي.. فسافر إلى القاهرة للدراسة، عام 1955.. وكان قبل ذلك قد أعتقل في لبنان (1951) لتوزيعه منشورات سياسية في طرابلس وبيروت مع مناضلي الحزب الشيوعي اللبناني.

 في ذلك الوقت، من منتصف الخمسينيات، كانت الأحزاب اليسارية والقومية مطاردة، وفي المعتقلات والسجون أو في المنافي، خصوصًا في سوريا ومصر، وكان غالب ببساطة واحدًا من هؤلاء، ربما، أقول ربما، كان بإمكانه أن يعود في السبعينيات أو الثمانينيات، ولكنني أنا شخصيًا، حاولت العودة في أواخر الثمانينيات وفشلت، بل ومنعت رسميًا، كما أبلغتني السفارة الأردنية بدمشق، رغم أنه لم يكن قد صدر بحقي أي حكم، لا بسجن ولا بإقامة جبرية.. ورغم أنني أبلغت السفير محتجًا بأن من حقي العودة إلى وطني، ولأحاكم هناك، ولتعلق مشنقتي في ساحة المسجد الحسيني بعمان، ولكن يكون جواز سفري في جيبي.. هذا من حقي، فرد السفير: لا .. ليس من حقك.. واستمر منعي بعدها لسنوات!! كان قد صدر لي آنذاك أكثر من عشرين كتابًا في الفكر والنقد الأدبي، وكنت رئيسًا لاتحاد كتاب فلسطين في لبنان مدة عشر سنوات، ولم يشفع لي ذلك بمجرد (لاسيه باسيه) أي وثيقة مرور من السفارة أو المخابرات الأردنية للعودة إلى وطني! فكيف بجواز دبلوماسي ملكي؟!!
****
إن شهادة سليمان فياض، عن مرحلة غالب هلسا القاهرية، في فصل المغترب الأبدي من "كتاب النميمة"(1) تمتد إلى أكثر من عشرين عامًا، وهي تكمل بامتياز شهادة صديقه الدكتور صالح حمارنة عن مرحلة غالب الأردنية بين ماعين ومادبا وعمان، والتي امتدت زهاء 13 سنة، وذلك في كتابه غالب هلسا الأديب الرافض(2) ولعلي أكون الشاهد الثالث الذي تواصلت معرفتي بغالب متقطعة في ندوات نجيب محفوظ الأسبوعية أوائل الستينيات، ومتواصلة معه في بيروت ودمشق منذ أواخر السبعينيات إلى أواخر الثمانينيات، والطريف أننا بجمع السنوات التي تواصلنا بها تصل كذلك إلى حوالي 13 سنة، وقد سجلت هذه التجربة في كتابي "غالب هلسا"(3)، ولعل د.ضياء الخضير في كتابه "حكاية الصبي والصندوق" (4)، دار أزمنة، عمان، 2003، قد غطى جانبًا من تجربته البغدادية (1976-1979).

 وأنت تقرأ (نميمة) سليمان على غالب تكتشف بسهولة مشاعر متناقضة تراوح بين تفوق مثقف مصري على بدوي شرق أردني.. ولكن هذا البدوي يفرض عليه إحساسًا بالدونية.. فهو يتقن الانجليزية، ويقرأ بها ويترجم أمهات الكتب الأجنبية.. فيما يعترف سليمان "لا أعرف من اللغة الانجليزية أو الفرنسية حرفًا لا قارئًا ولا كاتبًا".. ثم إن غالب، كما يصفه، قاص كبير ومتميز وناقد حصيف، بأن "المغترب الأدبي قد صار نجم الأوساط الثقافية الأدبية في بضع سنين" بل صارت شقته في الدقي صالونًا أدبيًا يلتقي فيه أبرز كتاب مصر مساء كل خميس، ويذكر سليمان منهم: بهاء طاهر وأبوالمعاطي أبوالنجا ومحمد البساطي ويحيى الطاهر عبد الله وإبراهيم منصور، وبالطبع سليمان فياض.. وعن شقة الدقي كتب علاء الديب روايته "أيام وردية"(5).

 وغالب، كما يلاحظ الفلاح المصري الفقير والمجاور الأزهري، يرتدي الأنيق والفاخر من الثياب تمنحه حالة من التفوق الطبقي والاجتماعي "كان المغترب الأبدي كث الشعر متموجة، يجمعه كعرف الديك أعلى جبهته، وكان نظيفًا متأنقًا، القميص أبيض ناصع، وياقة القميص عريضة منشاة، والكرافت معقودة بعناية عقدة كبيرة، والجاكيت مغلق الأزرار، وكسرة البنطلون مثل حد السيف، ووشى لي وجهه بسلالته اليونانية، وتوقفت عيناي عند حذائيه السوداويين اللامعتين"، وفوق ذلك فهو يتلقى راتبًا كبيرًا كمترجم في وكالة أنباء أجنبية (صينية ثم ألمانية شرقية)، أي أن غالب كان يمتلك كل ما يفتقده سليمان.. وصورة غالب هذه ظلت تستدعي عند الفلاح المصري الفصيح صورة الكتَّاب البوهيميين الأجانب غير الملتزمين أو المنتمين، رغم أن غالب ظل على الدوام منخرطًا في صفوف اليسار الشيوعي العربي، وربما كان الوحيد الذي انخرط في صفوف أربعة أحزاب شيوعية عربية هي الأردني واللبناني والعراقي ثم المصري، حيث أعتقل عدة مرات خلال وجوده في مصر، وبعد سنوات طرد، بسبب التزامه، من مصر إلى بغداد، ومنها إلى لبنان حيث التحق في صفوف الثورة الفلسطينية، وخلال الاجتياح الصهيوني لبيروت 1982 كنا معًا في إذاعة الثورة، ولكن غالب ظل في الخنادق القتالية المتقدمة يجري الحوارات المسجلة مع المقاتلين، وإلى جانبه سقطت شهيدًة زميلتنا الإذاعية اللبنانية "نعم فارس".

 فهل هذه أوصاف كاتب بوهيمي كما يصف فياض غالب هلسا..!!
 ولكن غالب ظل إلى جانب ذلك، ورغم ذلك، ابن الحياة وعاشق النساء والفرح، وقد اختصر كل ذلك بعبارته الشهيرة "أنت لا يمكن أن تكون بطلًا 24 ساعة في اليوم".
 وبسبب ذلك ربما وصفه فياض بالمغترب الأبدى وبأنه "اختار لنفسه أن يكون متفرجًا غير منتم لشيء حتى للنضال، إنه يتفرج، شاقته لعبة التفرج والنظر من ثقب الباب".
وربما من ذات الثقب لم يشاهد سليمان فياض سوى جانب واحد من الحقيقة.. كان ذلك مجرد وجه من وجوه غالب المتعددة.



(1) سليمان فياض "كتاب النميمة"، فصل المغترب الأبدي، دار مصر المحروسة، القاهرة، 2006.
(2) د. صالح حمارنة غالب هلسا الأديب الرافض، دار أزمنة، عمان، 3011 .
(3) نزيه أبو نضال، "غالب هلسا" وببليوغرافيا مصادره الكتابية، وزارة الثقافة عمان، 2002.
 (4) د.ضياء الخضير، "حكاية الصبي والصندوق" ، دار أزمنة، عمان، 2003.
(5)  علاء الديب، "أيام وردية"، رواية،  دار الهلال، القاهرة، 2002.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·   نزيه أبو نضال، كاتب وناقد، اسمه الحقيقى غطاس جميل صويص، ولد بتاريخ 20/1/1943 في عمان/ الأردن، التحق بجامعة القاهرة 1963، ولكنه غادرها في السنة النهائية، والتحق مقاتلًا في صفوف الثورة الفلسطينية، في العام 1967. يحمل شهادة ليسانس آداب/ جامعة القاهرة/ 1972 ودبلوم ماجيستر/ جامعة بيروت العربية/  1978.
شغل عدة مواقع ثقافية من بينها: رئيس اتحاد الكتَّاب والصحفيين الفلسطينيين في لبنان 1974-1982.. ومدير عام الاتحاد العام للأدباء والكتَّاب العرب، عمان، 1993-1996 ومقرر اللجنة العربية لمقاومة التطبيع الثقافي فيه.
له أكثر من ستين مؤلفًا خاصًا ومشتركًا منها: مواجهات سياسية، جدل الشعر والثورة، الثقافة والديمقراطية، أدب السجون،علامات على طريق الرواية في الأردن، روايات وروائيون من الأردن (بالإنكليزية)، غالب هلسا، تمرد الأنثى، التحولات في الرواية العربية، حدائق الأنثى، شهادات روائية، الكاشف الفلسطيني 6 أجزاء.
·  سليمان فياض كاتب وروائى مصرى ولد سليمان 7/2/1929 بقرية برهمتوش، مركز السنبلاوين. محافظة الدقهلية، ونال شهادة العالمية من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، 1956، وشهادة العالمية مع الإجازة في التدريس، 1959
وقد تنوعت مؤلفاته في ثلاثة محاور: إبداعي: ويضم تسع مجموعات قصصية، وخمس روايات، ومحور الكتابة للناشئة، ومحور الأعمال اللغوية والفكرية، منها 11 معجمًا وكتابًا لغويًا، و3 كتب تتناول قضايا فكرية.



بقلم نزيه أبو نضال 
مجلة المجلة - يوليو 2012

No comments:

Post a Comment